الجمعة، 11 ديسمبر 2015

سوق السيارات المستعملة "نصب وسرقة علني".


تعتبر أسواق السيارات المستعملة بالمحافظات المختلفة وعلى مواقع الإنترنت من أكثر الأسواق رواجا وإقبالا من قبل الراغبين سواء لاستبددال سياراتهم أو شراء أخرى مستعملة "على اد الحال".

وحينما تتجول داخل السوق أو تدخل مواقع الإنترنت التي تحفل بمئات المواقع والمنتديات الإلكترونية المتخصصة في مجال بيع السيارات الجديدة والمستعملة، تجد أمامك عشرات الأنواع المغرية التي تجد سعرها إما مناسبا أو مغالى فيه فيصبح قرار الشراء متوقفا على مدي ملائمة ما في الجيب للسعر دون تدقيق أو إمعان فيها وهو ما يؤدي إلى وقوع ما لا يحمد عقباه في النهاية.

وقالت ش. حسان، مواطن: للأسف يحفل سوق السيارات المستعملة سواء سوق الجمعة أو غيرها من الأسواق الأخرى بالعديد من التجار والمواطنين غير الأمناء الذي قد يقومون بالنصب في العديد من الأشياء التي يتفننون فيها، مشيرا إلى أنه يعرف كثيرا ممن تعرضوا للنصب بسبب قيام التاجر بالعبث في عداد السيارة، رغم أنه من العناصر الأساسية التي يتم تحديد السعر بناءً عليها.

وأضاف عماد المهندس، رجل أعمال، أنه منذ فترة قام بشراء سيارة فيات 32 من تاجر، واضطر بعدها لإنفاق آلاف الجنيهات عليها وفي النهاية قام ببيعها بصعوبة بالغة، مشيرا إلى أنه أدرك في النهاية ضرورة أن يكون ملما بالسيارة الخاصة به واحتياجاتها بعد أن قام الميكانيكي بتدبيسه في الأمر.

وقال: "من ساعتها تبت أشترى عربيات ومقضيها تاكسيات".

وأكد نور الدين درويش، نائب رئيس شعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية، أن أغلب حالات النصب في سوق السيارات المستعملة يتم بسبب جهل الشخص بالطريقة الصحيحة للشراء والتي تجعل منه فريسة لجشع البائع حيث يصل الأمر إلى عدم مطابقة السيارة للمواصفات التي كان متفقًا عليها بين الطرفين، وبالتالي ضياع أموال المشتري.

وأوضح أنه يمكن مواجهة النصب في سوق السيارات المستعملة عن طريق عدة إجراءات أهمها عدم دفع أية مبلغ مالية إلا بعد التأكد من تطابق المواصفات التي يرغب في شراء السيارة بناء عليها، وذلك من خلال التوجه مع صاحب السيارة لأحد المراكز المتخصصة في الصيانة لتحديد عيوبها ومميزاتها، كما يجب التأكد من أن أوراق السيارة ليست "مضروبة" أو أنه ليس لها بيانات داخل المرور وذلك من خلال التوجه إلى إدارة المرور ببيانات السيارة التي من المفترض أن يتم شراؤها وتشمل أوراق التراخيص رقم الشاسيه والموتور، والذهاب إلى وحدة التراخيص داخل المرور التي تقوم بتأكيد ما إذا كانت السيارة أوراقها سليمة أم لا، ويمكن معرفة جميع ذلك من خلال خدمة موجودة على شبكة الإنترنت.

وأوضح محمد أبو النجا خبير في مجال السيارات، أن فكرة النصب بطريقة مباشرة لم تعد منتشرة في وقتنا الحاضر بالشكل الذي كانت عليه في الماضي بسبب زيادة الوعي لدى الراغبين في شراء السيارات المستعملة بفضل حكاوي الآخرين الذين نصب عليهم وحكوا تجاربهم، حيث ساهم في ذلك في نمو الوعي إلا أن ذلك لا يمنع من استمرار النصب على الكثيرين.

وأضاف أن أغلب المشاكل تأتي بسبب عدم الخبرة من قبل من يذهب لشراء السيارة والتي يتضح فيما بعد أنها سيارة "مقلوبة" بمعني أنه تم تبديل كمالياتها أو الأجزاء الأساسية بها بأجزاء أخرى أقل سعرًا أو يجد السيارة "مرشوشة" أي أن المناطق الحيوية بها مثل الجسم الخارجي والصاج وهي أمور تعيب السيارة وتخفض من سعرها.

وأضاف أبو النجا أن النصب انتشر بعد ثورة 25 يناير حيث يتم التزوير في أوراق سيارات مسروقة ويتم بيعها بأسعار مرتفعة في الوقت الذي كانت تباع خلاله بأسعار عادية وأقل من العادي وذلك لإغراء المشتري الذي يتجه لرؤية السيارة لشرائها دون أن يطلب شهادة بيانات ولا مخالفات وخلافه من البيانات الأساسية، مشيرا إلى أن الاقاليم تشتهر بذلك أكثر من القاهرة نظرا لقلة الوعي هناك.

سوق السيارات المستعملة
متابعا أنه لا يوجد أي أفضلية بين التاجر والمواطن الراغب ببيع سيارته حيث إن الأمر يعود للأمانة بين الطرفين ولكن المعرض أو التاجر سمعته تكون معروفة كما أن له مكانا ثابت تستطيع محاسبته. أما المواطن العادي فقد لاتراه مرة أخرى بعد البيع، مطالبا بالاحتراز من الطرفين لأنه ذات مرة وأثناء رغبته في الاستفسار عن إحدي السيارات أكد التاجر أنه لا يعلم حالتها رغم أنها ضمن معرضه.


وقال مصطفى عماد، خبير في مجال السيارات، وأدمن لجروب سوق السيارات المصرية: على من يذهب لشراء سيارة أن يقوم بالعديد من الإجراءات في مقدمتها عدم شراء سيارة من أكثر من توكيل؛ لأنها غالبا ما تكون لتاجر سيارات ويكون سعرها أعلي من قيمتها، مضيفا أنه إذا أعجب المواطن بأية سيارة فعليه أن ينظر للعداد أولًا ويري ما كمية الكيلومترات التي قطعتها، مشيرا إلى أنه إذا كان شكل السيارة سيئا وظهر بالعداد أن السيارة قطعت مسافة قليلة، فإنه من المرجح أن يكون البائع غشاش وقام بتبديل العداد، مشددا على أهمية أن يكون المشتري خبيرا في قراءة العداد لأنه من الأبواب الشائعة للنصب على المواطنين.

وأضاف عماد أنه يجب أن ينظر المقبل على شراء السيارة على الكاوتش فإذا كان متهالكا دل ذلك على سوء وعدم صلاحية تلك السيارة للشراء، وكذلك النظر إلى صاج السيارة ليتأكد من أنها ليست مرشوشة بمعجون أو بمعني أدق تعرضت لسمكرة ودوكو كما يمكن التأكد من سلامة الصاج أيضا من خلال فتح شنطة السيارة والتأكد من أنه ليس بها أية نقط سوداء لآثار نيران تدل على أن السيارة ملحومة أو مرشوش عليها.

وتابع عماد أن ما يدل على سوء استعمال السيارة أيضا سقفها المائل لأي اتجاه فقد يعني ذلك أنها قلبت لكي تظهر بذلك المظهر اللائق، مشيرا إلى أن رش سقف السيارة يعني أنها قد تكون تعرضت لحادث وليس مجرد رش لأجل النظافة، متابعا أنه إذا ما تعرضت السيارة للرش سواء السقف أو الأبواب أو أي جزء، فلا ينصح بشرائها إلا إذا كان سعرها منخفضا. 

وأكد أن الحديث عن الموتور غير مهم في الشراء؛ لأن علاجه سهل، أما جسم السيارة "البودي" فهو لا يمكن إصلاحه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق